الأمل أو اللا أمـل
الأمل أو اللا أمل ،،، هو الشـعار الأفضـل لمباراة المنتخب المصرى أمام نظيره الرواندي على أرض ستاد الكليه الحربيـه الذى تجمل وظهر اليوم فى أبهي صوره لما تحمل فى طياتها من إنقلابات فى المجموعه التى تضم المنتخبات الزامبى الجزائرى والمـصرى والرواندي.
قبل اللقاء ....المنتخب المصـري يرغب الوصول لبطولة كأس العالم القادمه بجنوب أفـريقيا ،لكن ،مواجهاته السـابقه"تعادل مع المنتخب الزامبـي وهزيمه غير متوقعه من المنتخب الجزائـرى" يمكن أن تحول دون ذلك فهو يملك نقطه وحيـده وتتبقى له مباراه وحيـده أمام المنتخب الرواندي ،له هدفين وعليـه أربعة أهداف لذا توقع البعض من المنتخب المصـرى أن يلعب بتشـكيل هجومي بحت ليستطيع الفوز بعدد مرتفع من الأهداف يؤهله من اللحاق بالمنتخب الجزائـرى والصعود لكأس العالم لو تمكن من الفوز عليـه فى مصر وسـارت الأمور فى الفتره القادمه بين المنتخبين الشقيقيين متوازيه.
المنتخب الرواندي يصارع لا من أجل الوصول لكأس العالم فهو ضمن عدم الصـعود ،لكنه يرغب فى حجز تذكره إلى أنجولا فى كأس الأمم الأفريقيه القـادمه ،ولعب بتشـكيل هجومي يعتمد على الضغط على الخصم من أول لحظه.
التشكيل ....دخل المنتخب المصـرى اللقاء بتشـكيل غير متوقع بالـمره"الحضرى فى حراسة المرمي ،الدفاع من اليمين لليسـار ..أحمد المحمدي ووائل جمعـه ومحمود فتح الله وسيد معوض ،خط الوسط من اليمـين لليسـار ..حسـني عبدربه وهانى سعيـد ومحمد شوقي ومحمد حمص ،يتقدمهم محمد زيـدان ومحمد أبـوتريكه" يفتقد التشكيل للناحيـه الهجوميـه بصوره بارزه جداً وهو ما أثـر على آداء المنتخب المصري تأثيراً بالغاً دعا المعلم حسـن شحاته إلى جانب إصابة محمد شوقى لإجراء تغيير هجومي مبكر بنزول أحمد رؤوف بدلاً محمد شوقى لاعب ميدلسـبرو الإنجبـيزي.
تجرأ المعلم ولعب فى هذه المباراه بتشكيل قريب الشـبه بــ4/4/2 وهذا شئ يحسـب له بالتأكيد ،لكنه عانى فى بداية اللقاء عدم تعود المدافعين على الطريقه الجديده.
خطـأ كبير وقع فيه المعلم بالدفع بهـانى سعيد فى مركز الوسط المدافع حيث أن الوضع لم يكن يحتمل أربعة لاعبين فى ذلك المركز ،نظراً لضعف هجوم المنافـس.
الشـوط الأول ....إنطلق الشـوط الأول بسيـطره تامه من الجانب المصـرى يمكن أن تطلق عليها مسمي "جـس نبض" لكنها سيطره بلا فائـده لم تتعد حد المناوشات سوى فى الدقيقه الخـامسه بهجوم بسـيط ،قابل المنتخب الـرواندي السيطره المصـريه بضغط متقدم من منتصف الملعب دعمه بزيـاده عدديه شديده وكأن اللاعبين يتكاثرون على أرض الملعب بالتأكيد هذه نتيجه طبيعه للياقه البـدنيه الإفريقيه العاليه لما تقابل بخمول عجيب ،وقد إستطاع المنتخب الرواندي صنع دفاع منطقه حديدي منع المنتخب المصري تسجيل أهداف خلال الشـوط الأول ،بدأت السيطره الروانديه بعد الدقيقه الثالثه عشر تخللها فى بعض اللحظات ضغط مصـرى ،دفاع منتخب مصـر ضعيف بعض الشـئ وغيـر متجانس ،حاله كحال الفريق المصـرى بالكامل خلال الشوط الأول.
تمكنت الزيـاده العدديه فى منتصف الملعب من الجانبين من جعله "أم المـعارك" كما يقولون ومن يستطيع التسـرب من منتصف الملعب يكون قد قطع أكثر من سبعين بالمائه من الهجمه وفى الأحيـان التى تمكن فيها وسط المنتخب المصريه من التـسرب خلال الشـوط الأول كان الهجوم "منوم" ، يصعب عليه تشكيل أى خطوره على مرمي الخصـم لما يلقاه من زيـاده عدديه فى دفاع المنتخب الرواندي سهلت عليـه مهمة الزود عن مرماه وقد كان لاعبو خط وسط المنتخب المصرى "يلعبون على الواقف" وينقصهم كثير من النشـاط والحركه لذا فكان الهجوم المصرى وحده ينفرد به دفاع الخصـم فى معظم دقائق الشـوط الأول وكان محمد زيـدان أحياناً يلجأ للأطراف لفك طلاسم الدفاع بغية أن يتقدم لاعبو خط الوسط لمسـاعدة محمد أبوتريكه فى مهامه الدفاعيـه ولكنهم لم يكونوا يتابعوا وأضاع ذلك إحدي الفرص المحققه فى الدقيقه التاسعـه والثلاثين.
الشـوط الثانى ....لم يكن الشـوط الثاني بمسـتوى الشـوط الأول فقد إنخفض مستوى المنتخب الرواندي قليلاً وفاق المنتخب المصـرى ليـجد بعض التحصينات الروانديه تسد الطرق نحو المرمي الرواندي لكن أحمد رؤوف إستطاع بخفته وحركته الدائبه خلق الثغرات فى دفاع المنتخب الـرواندي وقد كان منتخب مصر فى حاجه مـاسه إلى هذا النوع من اللاعبين إلى جانب حاجته فى هذه المباراه للاعب مهاري يستطيع التعامل مع ذوي الأجسـام الضخمه واللياقه البدنيه العاليه ،فى ظل الغيبوبه التى عاشها أبوتريكه ومحمد زيـدان خلال الشـوط الأول وأكثر لحظات الشوط الثاني.
أعتقد أن لاعبى المنتخب المصـرى إستعادوا التجانـس المفقود أثناء الشوط الأول لذا تمكنوا فى الشوط الثـاني من ضرب الحصون الروانديه وهز الشـباك ثلاث مرات كانت نتيجه طبيـعيه لتراجع الآداء الـــرواندي وبعض التعديلات فى آداء المنتخب المصـرى.
وكان الدفاع المصـرى خلال الشوطين الأول والثانى أحياناً تذهبه غيبوبه ويروح فى سبات عميق ولا تفيـقه إلا آهات الجمـاهير الروانديه على فرصه ضائعه أو صرخات مشجعي المنتخب المصـرى لإستفاقتهم.
لم يكن للمنتخب الرواندي وجود واضح فى الشـوط الثانى اليسير ولم يكن هذا بيده فصحوة البدايـه التى عاشها لم تكن إلا ضعف ورعونه فى آداء المنتخب المصـرى فقط لاغيـر.
ختمت إبتسـامة المعلم التى خرجت للنور ولم ترهب شـاربه الأبيض الذى يقف عليها حارسـاً طوال الوقت لتعلن فوز غال للمنتخب المصـرى يزيل أى مـواجع سـابقه ،ويرفع اللافتات المناديه باللهث وراء الأمل العائد بقوه ،،،والله الموفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق