8‏/9‏/2009

من "الأرشيف" إلى كأس العالم


من "الأرشيف" إلى كأس العالم


أصارحكم القول ..قبل إنطلاق صافرة بداية تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ،ومع رؤيتي لذلك الجدول الهزيل لمجموعة المنتخب المصري بهذه التصفيات ،وفى ظل معرفتـي بإمكانات لاعبى هذا الجيل بمنتخب مصر ،ومعرفتي أيضاً بصعوبة ما حققوه من إنجازات متواليـه عجز أسود إفريقيا عن تحقيقها ،كنت أتعامل مع فكرة صعود منتخب مصر لكأس العالم بأريحية الضامن رغم إقتناعي الكامل بأن الرياضه عباره عن علاقه طرديه بين مقدار العطاء ومقدار الـربح ،لكن الجلاله الأخاذه قد أخذتني كواحد من أبناء هذا الـوطن المريدين لرؤيته ممثلاً لهذه القاره السمراء قارة إفريقيا فى كأس العالم ولو لمره واحده قبل أن يموت.
فى الأول والآخر نحن - المصريون - من يفعل بمنتخب مصر ذلك ،فحسبة برمه التى لا نخرج منها على مر التاريخ الماضى والحاضر والمستقبل ليست من ترتيبات القدر كما يزعم البعض ،أو من غدر كرة القدم بالمنتخب المصري إنها من صنع أيـادينا ومن غدرنا الدائم بأنفسـنا ومن وحـي إحساسنا المطلق بأننا أقل وأن منافسـنا أياً كان حجمه هو أعتي الأعتياء و"عنتره بن شداد" كرة هذا العصر الذى لا يلوذ بالنوم إلا منتصراً.
قد يري البعض فى كلماتي الماضيه إعداماً لفرص المنتخب المصري فى الصعود لكأس العالم لكن - فى نظري - الفرصه قائمه وبتوفيق الله إحتمالات صعود منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم المقبله أقل قليلاً من العشرين بالمائه ،أي أن الأمل موجود ،ويجب أن نتمسـك به حتي لو كان "خمس" مقدار الأمل الموجود حاليـاً.
الآن أتسـائل وأنا فى قمة الحرج ..لم يخشي المنتخب المصري نظيره الزامبي لما يلاقيه على أرضه ؟ ،لم يخشي المنتخب المصري نظيره الجزائري ؟ ،لم يخشي المنتخب المصري نظيره الرواندي؟.
هذا - أي غدر المصريين بأنفسهم - ما تكشف لـي خلال المواجهات الثلاثه أمام المنتخب الـزامبي فى مصر وفسـرت الهزيمه فى عنوان مقالي التحليلي آنذاك المعنون بـ"
الكل إجتمع على مصر .. الكل شجع مصر" ،نعم ..الكل حينها شجع مصر تشجيعاً أبلهاً ..ولأستعيد لكم من هذا المقال جمله عبرت عن وجهة نظري كاملة شافية "للأسف كل عناصر منظومة الرياضه فى مصر تسببت فى هذه الهزيمه من اعلام غير واع صور للجماهير مصر فى كأس العالم دون أى عوائق أو صعوبات منذ وقوعها فى مجموعه ظنوها ضعيفه وسهله ونسوا أن كل شئ فى دنيا كرة القدم وارد مما أثر على الجماهير التى لم يكن لصدمتها حد أو وصف فى منتخب بلادها ليس فقط من وقع النتيجه الأليم انما من الآداء الهزيل وطريقة لعب المدير الفنى التى جاءت على رأسه حيث كانت أول خاذليه فى هذا اللقاء الى جانب آداء لاعبيه الذى بعُد تماما عن آداءهم فى كأس افريقيا 2008 بغانا والظاهر أنهم نسوا اصرارهم وحماسهم وانتمائهم لبعضهم ولمصر هناك وربما يكون ذلك دون رجعه حتى تتحدث انتكاسة هذا الجيل - بعد أعوام عديده - عن نفسها من بين شفاه مؤرخى الرياضه المصريه" وحقاً - كما قال الزمن - لم تكن خسارة منتخب مصر فى هذا اللقاء نقطتان انما فشل فى تنفيذ ضربة البدايه.
وأخذ الإعلام الرياضى عقب ذلك فى الإنحناء والإنحطاط وإثارة بعض التوافه التي طفت على السـطح لفتره وإنصـرفوا عن الصـالح ومضوا يفتعلون مشتتات لتـركيز جميع أفراد منظومة الرياضه فى مصر عن حلم وأمل قد خط القلوب ،وأبي الخروج.
وكانت هزيمة منتخب مصر إلى جانب بعض العوامل التي سيتم ذكرها فى آنها من سقطات الإعلام فقد كتبت عنها كمقدمه فى مقال بعنوان "
قراءه فى صفحات التاريخ ،المنتخب الجزائرى نصب المشـانق على غفله " ،وهي كالتالى "قبـل مباراة منتخب مصر أمام منتخب الجزائر كان الكلام عنها على كل فم يعيد ويزيد ويكرر ويحمس ويتوقع فى اللعبه التى لا تحكمها توقعات فزعم بعض المصريين المتمنيين نصرة فريقهم أن المنطق فى صالح مصر ولكن كرة القدم لا يحكمها المنطق كما لا تحكها التكهنات كرة القدم تحكمها كلمة أجدادنا"من جـد وجد" ،والتاريخ يرجح كفة الجزائر فلم نعير المنطق أولويه على التـاريخ؟" وهناك أخطاء أيضاً تمت فى الإعداد النفسي للاعبين قبل هذا اللقاء فهم خاضوه مشبعين بما قاله وكتبه الإعلام عن "الكعب" الجزائري العالي على المنتخب المصري بالرغم من أنهم رجحوا كفة مصر للصعود للفوز بالمباراه وأقتبس من نفس المقال هذه الفقره "خلاصة القول...التقى المنتخب المصرى شقيقه الجزائرى فى ثلاثه وعشرين مناسبه قبل لقاء السـابع من يونيو 2009 منها ستة عشر لقـاء رسمى وسبع لقاءات وديه،كان للمنتخب الجزائرى الغلبه فيها فقـد فاز فى ثمانى مناسبات وفاز المنتخب المصر فى خمس مناسبات ووقع التعادل فى عشر مناسبـات ،فى المباريات الرسميه الستة عشر فاز المنتخب الجزائرى فى خمس مباريات وفاز المنتخب المصرى فى أربع مبـاريات وتعادل الفريقان فى سبع مبـاريات،فى المباريـات الوديـه السبعه فاز المنتخب الجزائرى فى ثلاث مباريات وفاز المنتخب المصرى فى مباراه واحده وتعادلا فى ثلاث مباريات.
من هذه الاحصاءات يتضح لنا أن الغلبه فى مجال كرة القدم الدوليـه على مدار التاريخ للمنتخب الجزائـرى ولا تزييف فى التاريخ ولهذا أبـلغ الأثر على آداء المنتخب المصرى فى اللقاء الرابع والعشـرين بينهما".
اللياقه البدنيه أحد أهم أسباب وقوع المنتخب المصري فى هذا الإندحار وقد كُتب ذلك فى مقالين أحدهما بعنوان "
الكل اجتمع على مصر..الكل شجع مصر" بعد مباراة المنتخب المصري أمام المنتخب الزامبي كالتالى "التعادل كان طبيعيا ومنطقيا فى ظل ضعف اللياقه البدنيه الذى تجلى على آداء لاعبى منتخب مصر طوال اللقاء وخصوصا فى الدقائق التى سبقت نزول ميـدو ومحمد أبوتريكه والتى أفقدتهم التمكن من مجاراة لاعبى منتخب زامبيا فى كثير من أوقات المباراه" ،وفى مقال "قراءه فى صفحات التاريخ ،المنتخب الجزائرى نصب المشـانق على غفله" بعد مباراة المنتخب المصري أمام نظيره الجزائري كالتالى "ضعف اللياقه البـدنيه للاعبى منتخب مصر أحد الأسباب الرئيسيه التى أدت لهذه الهزيمه المذله" ،وفى مقال آخر عن كأس القارات بعنوان "كسبنا شرف المحاوله" تم التنويه "بطولة كأس القارات أثبتت لنا قصور شديد فى اللياقة البدنية لدى لاعبي المنتخب المصري، وذلك القصور ليـس وليد مباراة إنه وليـد مفاهيم وطرق خاطئه فى تربية الناشئين" ،طالعتنا الصحف بعد كأس العالم - مصر والجزائر - بتصريحات لرئيس إتحاد كرة القدم المصري تقول بأن هناك مفاوضات تجري مع مدرب أحمال كبير لعلاج ما أعاق المنتخب المصري من ضعف فى اللياقه البدنيه خلال لقائي المنتخب المصري أمام نظيره الزامبي ،والمنتخب المصري أمام نظيره الجزائري وفى كـأس القارات ولكن تكشف للجميع أنه كلام للتخفيف من حدة الرأي العام ،وقد عاني المنتخب المصري الأمريـن من اللياقه الضعيفه التى أدت إلى إصابات كان لها دور كبير فى تعثر المنتخب المصري أمام نظيره الــرواندي.
فى مقال "
قراءه فى صفحات التاريخ ،المنتخب الجزائرى نصب المشـانق على غفله" كانت هذه الفقره "الجمهور الجزائرى كلـه اتفق - دون تخطيط - على خطه واستراتيجيه واحده منذ شهور للفوز والحقيقه خلتها بادئ ذى بدء طريقه للهزيمه لكن الجمهور بالكامل نفذها الى جانب اللاعبين والمسئوليـن عن المنتخب الجزائرى نفذها على أكمل وجه مما أتاح له الفوز السـهل فى الشوط الثانى،والاستراتيجيه هى اللعب على وتر الكلام الكثير واشاعه الخوف فى قلوب المصريين جمهوراً ولاعبين بالتصريحات من قبـل المباراه مما جعل المصريون جميـعاً بما فيهم اللاعبين يعتقدون أن هذه صحوة المـوت للمنتخب الجزائرى وخصوصا بعد آداءه الهزيل فى الشوط الأول وكأن الشوط الأول كان الحلقه الثـانيه فى مسلسل الوصول الى كأس العالم لتكتمل الحبكه ويقع المنتخب المصرى فى الفـخ، وبهذا أثبت المنتخب المصـرى أن صرخته صرخة الشباب والحماس والحيـويه التى تقول,الى كأس العالم يا أخضر،".
نعم ..كان هذا أحد أهم نقاط قوتهم ودوافع تفوقهم مع تشعبها بعد إنقضاء بعض الأدوار فى هذه التصفيات.


رساله أخيره ...
إقرأ معي هذه الأسطر من هذا المقال "
قراءه فى صفحات التاريخ ،المنتخب الجزائرى نصب المشـانق على غفله" ،"لـم يكن أى جزائرى ينتظر ولو كان ممن يرون دائما الحياه"بمـبى" أن تنتهى المباراه الرابـعه والعشرون بين المنتخبين المصرى والجزائـرى بهذه النهايه المخزيه للمنتخب المصرى بعد سيـل من التكهنات على الشاشات الفضـائيه التى تشـير الى آداء طيب من المنتخب المصرى الجريح من التعادل الأول له وسط جماهيره مع المنتخب الزامبى و يؤكدون أن تلـك المباراه أولها له وآخرها له أيضاً حتى لو لعب جميـع لاعبيه بنصف رجل،لكنهم أيضاً توقعوا آداء جزائرى طيب خصوصاً وأنه تعادل مع المنتخب الروانـدي "الضعيف" سلبياً لكنه كان على أرضه ومع انى لسـت من هواة قول كلمتى "على أرضه"،"خارج أرضه" الا أن العقليه العربيه الرياضه المتخلفه التى دائما ما تدعى الاحتراف تجبـرنى وتجبر الجميع على ذلك ،فيمكن لأى منتخب العربى أن يكتسح ضيفه لكن من المحال أن يكتسح مضيفه،تلك هى العقليه العربيه التى يجب أن نرتقى بها حتى نستطيع الامساك بأول خيط من خيوط الاحتراف فما نملكه احتراف اسـمى فقط لا غيـر لكنه بعيـد تماماً عن الاحتراف"
فضلاً ...أنقذونا من هذا الإحتراف لنبدأ هجمه منظمه نحـو كأس العالم.
أقول بأعلى الصوت فى الختام ..لو إستعاد لاعبونا ذكريات وروح أمم أفريقيا 2006 وأمم أفريقيا 2008 وصاروا طيلة الـ180 دقيقه الباقيه من عمر تصفيات كأس العالم 2010 رجالاً بما تحمله الكلمه من معان ،رجال يُعتمد عليـهم ..سنصل ،ونحقق الحلم ،ونستريح ويستريحون،ونسـعد ويسعدون.

ملحوظه ..لم أكن فقط من أبرز الثغرات فى جسد منتخب مصر ،فقد جيش شعب بالكامل "شعب مصر" لصـالح هذا المنتخب ،ولا حياة لمن تنادي.


لم أكن فقط من أبرز الثغرات فى جسد منتخب مصر ،إنما أردت الآن إبرازها ثانية من واقع كتاباتي السـابقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق