قراءه فى صفحات التاريخ..المنتخب الجزائرى نصب المشانق على غفله
قبـل انطلاق المباراه التى جمعت منتخبى مصر والجزائر كان الكلام عنها على كل فم يعيد ويزيد ويكرر ويحمس ويتوقع فى اللعبه التى لا تحكمها توقعات فزعم بعض المصريين المتمنيين نصرة فريقهم بسـذاجه أن المنطق فى صالح مصر ولكن كرة القدم لا يحكمها المنطق كما لا تحكمها التكهنات ،كرة القدم تحكمها كلمة أجدادنا"من جـد وجد" ،والتاريخ يرجح كفة الجزائر فلم نعير المنطق أولويه على التـاريخ؟
أقيمت أربعه وعشرون مواجهه بين المنتخبين الشقـيقين على مر التاريخ منها سبعة مواجهات وديه أولها عام 1963 احتفالاً بحصول الجزائر على الاستقلال على أثر ثورة المليـون ونصف المليون شهيـد وانتهى هذا اللقاء بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما وكان النجم المصرى بدوى عبدالفتاح أول من أحرز أهدافاً فى مباريات المنتخبين وكان بعد أربع دقائق من بداية أول مباراه جمعت المنتخبين فى التاريخ ثم تعادل اللاعب الجزائرى رشيـد مخلوفى لمنتخب الجزائر و بعد ثلاثة أيام تقابلا مره أخرى بمدينة وهران الجزائريه وانتهى هذا اللقاء بتعادل الفريقين بهدفين مقابل هدفين ثم كان اللقاء الثالث عام 1964 بالقاهره وانتهى بفوز المنتخب المصـرى بهدف مقابل لا شئ وتقابلا مره أخرى فى نفس العام وانتهى اللقاء بالتعادل الايجابى بهدفين لهدفين وتوقفت اللقاءات الوديه بين الفريقين اثنا عشر عاماً حتى عادت من جديـد فى الدوره الدوليه الوديه التى أقيمت 1976 بالسعوديه وفاز المنتخب الجزائرى بهدف دون رد وتوقفت اللقاءات الوديه لفتره طويلـه مره أخرى حتى نظمت مصر دوره دوليـه وديه عام 1997 تقابل فيها المنتخبان ذهاباً واياباً وفاز المنتخب الجزائرى فى كلا اللقائين بهدفين مقابل هدف وحيد للمنتخب المصرى.
أما عن المباريات الرسميه..تقابل المنتخبان فى سبعة عشر مواجهه أولها فى التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 1969 فى التصفيات المؤهله لكأس الأمم الافريقيه 1970 وفاز بها المنتخب المصرى بهدف مقابل لا شئ ثم تقابلا فى لقاء الاياب بنفس العام بالجزائر وانتهى بتعادل الفريقين بهدف لهدف وبعد ذلك تقابل المنتخبان بالجزائر العاصمه فى تصفيات دورة الألعاب البحـر متوسطيه وانتهت بفوز المنتخب الجزئرى بهدف نظيف ومرت اللقاءات فيما بعد على النحو التالى عام 1978 بتصفيات دورة الألـعاب الافريقيه تعادل المنتخبان بهدف لهدف ثم تقابلا فى كأس الأمم الافريقيه بنيجيريا عام 1980 وتعادلا بهدفين لكل منهما ثم فى عام 1984 بتصفيات دورة لوس أنجلوس "لقـاء الذهاب بالقاهره" وانتهى اللقاء بالتعادل الايجابى بهدف لهدف ثم أقيم لقاء العوده بالقاهره فى نفس العام وانتهى بفوز المنتخب المصرى بهدف للا شئ ثم التقيا للمره الثالثه عام 1984 فى كأس الأمم الافريقيه بأبيدجان وفاز المنتخب الجزائرى بأعنف نتيجه انتصر بها على المنتخب المصرى فى تاريخه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد للمنتخب المصرى.
وجاء عام 1989 بأول مباراه بين الفريقين فى تصفيات كأس العالم فى قسطنطينه بالجزائر حيث كانت التصفيات المؤهله لمونديال 1990 بايطاليا وتمكن المنتخب المصرى من احراز تعادل سلبى خارج أرضه فى لقاء الذهاب وفوز فى لقاء الاياب بالقاهره بعد تسعه وثلاثين يوماً من لقاء الذهاب أى بتاريخ السـابع عشر من نوفمـبر 1989 بهدف خالد للعميد حسام حسن مقابل لا شئ .
جديـر بالذكر أن الآداء المتميز والنتيجه المتميزه للمنتخب المصرى فى هذين اللقائين الى جانب بعض النتائج المـتميزه الأخرى مكنوا المنتخب المصرى من الصعود لكأس العالم للمره الثانيه فى تاريخه بعد أول ظهور له فيه عام 1934 بايطاليا أى بعد سته وخمسين عاماً.
بعد أن عاد المنتخب المصرى من ايطاليا بعد أن أدى آداء أكثر من رائع اشترك المنتخب المصرى فى بطولة كأس الأمم الافريقيه 1990 بالجزائر ضمن الثمانى منتخبات التى شاركت فيه "الجزائر،نيجيـريا،ساحل العاج،مصر،زامبـيا،الكـاميرون،السنـغال،كيـنيا" ووقع فى مجموعه تضم المنتخب الجزائرى والنيجيرى والعاجى والمصرى تلقى المنتخب المصرى هزيمه قاسيـه من المنتخب العاجي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد ثم هُزم من المنتخب النيجيرى بهدف نظيف ثم هُزم من المنتخب الجزائرى بهدفين للاشئ تحديداً فى الخامس من مارس 1990 وخرج المنتخب المصرى خروج مذل بعد أن حل أخيراً فى مجموعته.
انقضت خمس سنوات دون أى مقابله بين المنتخبين المصرى والجزائـرى حتى أجبـرا على اللقاء فى تصفيات كأس الأمم الافريقيه عام 1996 مرتين ذهاب واياب فاز المنتخب الجزائرى فى أولهما بهدف نظيف بالجزائر وتعادل مع المنتخب المصرى بهدف لهدف على أرض القاهره.
ومضت ست سنوات دون أى مواجهه رسميه بين المنتخبين الشقيقين حتى التقيا من جديـد فى مارس عام 2001 بالقاهره فى لقاء شهـد أعنف نتيجه بينهما شهدها وشهد عليها التاريخ حيث فاز المنتخب المصرى بخمسة أهداف أحرزهم ريفالدوا مصر طارق السعـيد"هدفين" وعبدالظاهر السقا ومحمد بركـات وعبدالستار صبرى"هدف لكل منهم" مقابل هدفين للمنتخب الجزائرى أحرزهما نجماه على مصابيح وعبدالحفيظ تسفوت وكان لقاء الاياب بعنابه مُحمل من الجانب الجزائرى برغبه فيما وصفه بالثأر ولكن أمام حماس لاعبى منتخب مصر انتهى اللقاء بتعادل ايجابى بهدف لهدف لكن بعد هذه النتائج الجيـده التى تشابهت كثيرا مع نتائج تصفيات كأس العالم 1990 لم تستطع مصر الصعود لكأس العالم 2002.
التقى الفريقان مجدداً فى الدور الأول من كأس الأمم الافريقيه 2004 بمدينة سوسه التونسيـه بعد غياب دام ثلاث سنوات متصله فاز المنتخب الجزائرى بهدفين مقابل هدف للمنتخب المصري أحرزه لاعب النادى الأهلى فى آنذاك أحمد بلال ليصعد المنتخب الجزائرى مع المنتخب الكاميـرونى الى الدور الثانى ولكنه يفشل فى مواصلة المشوار ويخرج من الدور الثانى بعد هزيمه لم تكن متوقعه أمام المنتخب المغربى الذى حصل على المركز الثانى فى هذه البطوله بعد أن هزم من صاحب الأرض فى المباراه النهائيه وسط ستين ألف متفرج فى الرابع عشر من فبراير عام 2004.
خلاصة القول...التقى المنتخب المصرى أمام شقيقه الجزائرى فى ثلاثه وعشرين مناسبه قبل لقاء السـابع من يونيو 2009 منها ستة عشر لقـاء رسمى وسبع لقاءات وديه،كان للمنتخب الجزائرى الغلبه فيها فقـد فاز فى ثمانى مناسبات وفاز المنتخب المصر فى خمس مناسبات ووقع التعادل فى عشر مناسبـات،
فى المباريات الرسميه الستة عشر فاز المنتخب الجزائرى فى خمس مباريات وفاز المنتخب المصرى فى أربع مبـاريات وتعادل الفريقان فى سبع مبـاريات،فى المباريـات الوديـه السبعه فاز المنتخب الجزائرى فى ثلاث مباريات وفاز المنتخب المصرى فى مباراه واحده وتعادلا فى ثلاث مباريات.
من هذه الاحصاءات يتضح لنا أن الغلبه على فى مجال كرة القدم الدوليـه على مدار التاريخ للمنتخب الجزائـرى ولا تزييف فى التاريخ ولهذا أبـلغ الأثر على آداء المنتخب المصرى فى اللقاء الرابع والعشـرين بينهما.
على أرض ستاد مصطفى تشاكر بالبليده أقيمت مساء الأحد السـابع من يونيو عام 2009 المباراه الرابـعه والعشرين بين المنتخب المصرى ونظيره الجزائرى فى ثانى جولات التصفيات الافريقيه المؤهله لكأس العالم 2010 بجنوب افريقيا وسط ما يزيـد عن أربعين ألف متفرج"سعة الاستاد بالكامل" على جنبات ستاد الشهيد الجزائرى مصطفى تشاكر بينهم ثلاثة آلاف متفرج مصري وسبعه وثلاثين ألف متفرج جزائرى.
لـم يكن أى جزائرى ينتظر ولو كان ممن يرون دائما الحياه"بمـمبى" أن تنتهى المباراه الرابـعه والعشرون بين المنتخبين المصرى والجزائـرى بهذه النهايه المخزيه للمنتخب المصرى بعد سيـل من التكهنات على الشاشات الفضـائيه التى تشـير الى آداء طيب من المنتخب المصرى الجريح من التعادل الأول له وسط جماهيره مع المنتخب الزامبى و يؤكدون أن تلـك المباراه أولها له وآخرها له أيضاً حتى لو لعب جميـع لاعبيه بنصف رجل،لكنهم أيضاً توقعوا آداء جزائرى طيب خصوصاً وأنه تعادل مع المنتخب الروانـدي "الضعيف" سلبياً لكنه كان على أرضه ومع انى لسـت من هواة قول كلمتى "على أرضه"،"خارج أرضه" الا أن العقليه العربيه الرياضه المتخلفه التى دائما ما تدعى الاحتراف تجبـرنى وتجبر الجميع على ذلك،فيمكن لأى منتخب العربى أن يكتسح ضيفه لكن من المحال أن يكتسح مضيفه،تلك هى العقليه العربيه التى يجب أن نرتقى بها حتى نستطيع الامساك بأول خيط من خيوط الاحتراف فما نملكه احتراف اسـمى فقط لا غيـر لكنه بعيـد تماماً عن الاحتراف.
الجمهور الجزائرى كلـه اتفق ـ دون تخطيط ـ على خطه واستراتيجيه واحده منذ شهور للفوز والحقيقه خلتها بادئ ذى بدء طريقه للهزيمه لكن الجمهور بالكامل نفذها الى جانب اللاعبين والمسئوليـن عن المنتخب الجزائرى نفذها على أكمل وجه مما أتاح له الفوز السـهل فى الشوط الثانى،والاستراتيجيه هى اللعب على وتر الكلام الكثير واشاعه الخوف فى قلوب المصريين جمهوراً ولاعبين بالتصريحات من قبـل المباراه مما جعل المصريون جميـعاً بما فيهم اللاعبين يعتقدون أن هذه صحوة المـوت للمنتخب الجزائرى وخصوصا بعد آداءه الهزيل فى الشوط الأول وكأن الشوط الأول كان الحلقه الثـانيه فى مسلسل الوصول الى كأس العالم لتكتمل الحبكه ويقع المنتخب المصرى فى الفـخ، وبهذا أثبت المنتخب المصـرى أن صرخته صرخة الشباب والحماس والحيـويه التى تقول"الى كأس العالم يا أخضر".
جاء هذا اللقاء بين المنتخبين الذين يتوقع لهما الجميع تسيـد المجموعه الثالثه ضعيفاً من الناحيه الفنيـه للمنتخبـين ،مضغوطاً فى معظم أحيان المباراه التى وصفها البعض بالمصيريه و بالتأكيد أؤيد هذا الوصف فهى مفتاح الوصول لكأس العالم الذى لم يبلغه أى من الفريقين من أكثر من ما يقرب من عشرين عاماً وهذا يعتبر دافع كفيـل لتحويل أرض الملعب الى معركه حربيه على الفوز خصوصاً وأن هذا الفوز فى بداية المشوار أى أنه يمكن أن يكون الدافع للنهايه التى يتمناها جميع عناصر المنتخبين لكن تلك النهايه لا تقبل القسمه على اثنين فالمتأهل من هذه المجموعه واحد لذا فكانت لمسـات المديرين الفنيين أوضح بكثيــر جداً من مساحات الابداع المتروكه للاعبين خصوصاً فى الشوط الأول.
لو أردت أن أتكلم عن المباراه فلا بـد أن أقسـمها الى جزأين..جزأ للشوط الأول..وجزأ للشوط الثانى حيث أن لكل منهما طبيعته وطريقته المختلفه وكأنهما مباراتان بعيـدتان تماماً فى كل شئ.
الشـوط الأول
بدأ المعلم اللقاء بتشكيـل شبه منطقى بخلاف نقطتيـن ينـبغى أن نأخذهما عليه ألا وهما
**الدفع بمحـمد شوقى وتكرار خطأ مباراة زامبيا التى أدى فيها محمد شوقـى الغير جاهز فنياً أو بدنيا والمفتقد لحساسـية المباريات آداء ضعيفاً رغم وجود بدلاء له على درجه عاليه من الجاهزيه والكفاءه أمثال..محمد حمص لاعب النادى الاسماعيـلى"الدرع والسيف" والمتفانى حسـام عاشـور لاعب النادى الأهلى والغريب أن المدير الفنى لمنتخب مصر لم يصطحب اللاعبين معه الى جزائر!!!
**الدفـع بمحمد زيـدان الى جانب محمد أبوتريكه فى النصف الهجومى وهو أيضاً غير جاهز فنياً أو بدنيـاًنظراً لقلة مشاركاته فى الدورى الألمـانى مع فريقه دورتموند..وليس الخطأ أو الذى جعل مستوى الهجوم متدنـي اشراك محمد زيـدان..لا منتخب مصر كان يحتاج مهاجميـن صريحين قادريـن على اثارة الاضطراب فى دفاع المنتخب الجزائرى خصوصاً مع ضعف دفاع وحارس المرمى المنتخب الجزائرى والغريب أن عمرو ذكى أيضاً فى تلك المباراه لم يكن مهاجماً صريحاً!!!
أما عن المنتخب الجزائرى فلعب بتشكيله المعتاد تقريباً ولم يكن هناك أى دخيل على الوضع العادى والطبيعى فدفع المديـر الفنى الجزائرى الرابح رابح سعدان بكل قواه منذ بداية هذا اللقاء التاريخي ولم يكن هناك شاذاً.
مع صافرة الحكم تناقل لاعبو المنتخب الجزائرى الكره الى أن وصلت على حدود منطقة الجزاء ليسددها الجبور فتصل سهله فى يد حارس مرمى ولا هدف منها سوى المباغته وبعدها هجمه سيطر عليها حسـنى عبدربه بعد أن قاد الهجمه العقل كريـم زيانى ثم كريـم منصورى ولم تكن على أساس سليـم لذا كان مصيرها متوقعاً ومن هنا كان اعلان من المنتخب الجزائرى أن مرحلة جس النبض وعشوائية الآداء سيستمران لفتره وهو ما أبرز لنا بعض الخوف الذى يبطنه المنتخب الجزائرى لذا كان الأحق بالسيطره المنتخب المصـرى الذى كان يبدأ هجماته من مرماه وكان ضغطه على الخصم من منتصف الملعب وكان يقابل المنتخب الجزائري ذلك بمزيد من التراجه وساعد على ذلك الضغط المتقدم طريقة تحرك خط الدفاع التى كان بها شئ من الخداع حيث كان هانى سعيـد فى أوقات ضغط المنتخب الجزائرى على منتصف الملعب أو أم المعارك كما وصفته الصحافه الجزائريه يتقدم للأمام ويحل محله المساك وائل جمعه ويعود لموضع المدافع الجناح الأيمن أحمد فتحى وجاءت هذه الطريقه فى مصلحة مصر فى بعض الأحيان لكنها فى الشوط الثانى كانت ضده تماماً.
واصل المنتخبان المصرى والجزائرى الهجمات والمباغتات حتى منتصف الشوط الأول ومعها استمر جس النبض ومقابله من المنتخب الجزائرى لنظام المنتخب المصر بالنظام والمحافظه الدفاعيه الواضحه مما مكنـه من الارتداد بسـرعه نحو مرمى عصام الحضرى والحصول على ركنيتين فى ثلاث دقائق تقريباً من الثانية عشر للخامسة عشر مكنت الأخضر الجزائرى من اعادة المنتخب المصـرى للخلف وبث الشعور بالخوف فى صدور لاعبى المنتخب المصر من عشوائية المنتخب الجزائرى أثـناء الهجوم وقابل لاعبو المنتخب الجزائرى ذلك ببعض البطأ والاماته للعب على الجبهه الجزائريه.
أول فرصه محققه للمنتخب المصرى فى الدقيقه العشرين فى مشاركه من خمسة لاعبين لاحراز هدف لكن تسديدة محمد شوقى الغـير متقنه حالت دون استقبال الشباك للكره بعد أن حاول أبوتريكه احرازها لكن الفرصه لم تتهيأ والتسرع هو الذى أزاح بهذه الكره بعيـداً عن الشباك الخضراء.
بداية من الدقيقه الخامسه والعشرين بدأ اللعب فى التفتح وبـدأ اللاعبـون فى التحرر قليلاً من قبضة "التاكتيك" لكنهم بقوا تحتها فلم يكن التحرر الا قليلاً وبدأ المنتخب المصرى يسيطر على مجريات اللقاء مره أخرى بعد أن كانت سجالاً وكثرت هجمات المنتخب المصـرى لكنه لم يستطيع الاستفاده منها ولو استفاده طفيفه حيث كانت تحركات زكى قائمه على سحب المدافعين ناحية اليسار وفتح الطريق لصناع اللعب محمد زيـدان ومحمد أبوتريكه الى المرمى لكن حتى نهاية الشوط الأول لم تؤتى هذه الطريقه أى الثمار وأنهى منتخب مصر الشوط الأول كما بدأه بلا مهاجم صريح فعلاً ولكن محمد أبوتريكه حاول أن يداوى هذه الهوه بين المنتخب المصرى ومرمى المنتخب الجزائرى بالتقدم لكن ضعف آداء محمد زيـدان فى تلك المباراه لم يمكنه من الاستفاده بهذا التقدم وللأسف لا نعلم من المخطئ فى عدم وجود مهاجم صريح لمنتخب مصر طوال هذا اللقاء..هل السبب فى هذا تخطيط المعلم؟،أم هوى اللاعب لخداع مدافعى المنتخب الجزائرى؟!!!
أيضاً لحظت خلال الشوط الأول ضعف التجانس بين لاعبى المنتخب الجزائـرى وقوته بين لاعبى المنتخب المصرى مما أدى الـى أخطاء جسيمه فى انتشار الأخضر وتنظيم دفاعى جيـد جداً فى نصف ملعب المنتخب المصرى وبناء جيـد للهجمه لكن تبقى النهايه شبه غير موجوده.
أنهى الفريقان الشوط الأول ببطأ شديد وصل الى حد أن بعض لاعبى منتخب مصر بدأوا يتناقلون الكره "على الواقف" وكأنهم فى تقسيمه أو تمرين خفيف لزيادة حساسيـة النشئ على الكره والمنتخب الجزائرى تجاوب مع ذلك بشـده واكتفى بتأمين دفاعه والاستمتاع بلاعبى المنتخب المصرى.
الخلاصه..شوط أول هزيل فنياً..أسلـوب عادى ومتوقع من المنتخبين..طالت فيه مرحلة جس النبض..تسيـد المنتخب المصرى معظم فتراته وكان الأقرب..المنتخب الجزائرى امتلكه الخوف وهو مالم يكن متوقع منه لذا تراجع فى معظم فتراته واكتفى بالدفاع..بطأ فى نهاية الشوط الأول يدلل على ضعف اللياقه البدنيه للمنتخبيـن.
الشـوط الثانى
البدايـه..لا تغيير فى تشكيل الفريقين ولا تغيير كبير فى الآداء وجس النبض بدأ للمره الثانيه، المحاولات المصـريه والجزائريه غير متقنه لا تعبـر الا عن خوف داخل كل لاعبى المنتخبيـن ،هذا حتى الدقيقه الثامنه والأربعين حيث فاجأ المنتخب الجزائر الجميع فى وسط العشوائيه التى اكتسبها الدفاع المصـرى بتسديده عجز الحضرى عن التصـدي لها لكن "أوكا" قـام بدور حارس المرمى وأخرج الكره من على خط المرمى برأسه.
اتخذ لاعبو المنتخب المصرى من التمريرات سبيلاً لكسر حصار لاعبى المنتخب الجزائرى على منطقة جزاء الأخضر لكنها كانت دون أى جدوى لـذلك لجأ محمد شوقى لانهاء التمريرات الى تسديده سيئه للغايه لا تختلف كـــثيرا عن تسديدتة فى الدقيقه عشرين من الشوط الأول وهذا يوضح لى ويمكن أن نختلف فى ذلك أن شوقى بعيد تماماً عن حالـته.
مضت الدقائق كره هنا وكره هناك لكن دون أى فائده ودون أى من متع كرة القدم والمباراه مغلقه ولكن المنتخب المصريه كان الأفضل فى الخمس دقائق من الخامسه والخمسين حتى الثانيه والسـتين وتقدم فى هجمه ضرب بها حصون الأخضـر الجزائرى حتى ارتدت الكره بسرعه وتحول اللاعبون الجزائيون من تكتيف أياديهم الى الهجوم السريـع حتى حصل كريـم منصورى على الكره وصال وجال بها بين لاعبى خط الوسط الذين ينتظرون الكره للتقدم ولاعبى الدفاع الذين اكتفوا بالمشاهده وسددها من بين أقدام وائل الجمعه فى مرمى الحضرى ولم يكن له أى ذنب فيها.
بعد الهدف الأول انفرط عقد منتخب مصر وفقد لاعبوه التركـيز وكشر لاعبو المنتخب الجزائرى عن أنيابهم بعدما سمح لهم لاعبو المنتخب المصرى بسنها فى وقت خمولهم بالشوط الأول وأخذ لاعبو المنتخب الجزائرى يتلاعبون بالمنتخب المصرى أثناء غفلته وذهاب عقله من الهدف الأول تقدم عبدالقادر غزال لاعب المنتخب الجزائري بين المدافعين دون أى رقابه أثناء لعب أحد زملاءه لكره ثابته من على أحد الأطراف فى الدقيقه الخامسـه والستين ليلتقطها ويقذفها برأسـه فى شباك المنتخب المصرى والحضرى متفرجاً.
يحاول شحاته انقاذ ما يمكن انقاذه باخراج أحمد سعيد "أوكا" واللعب بمدافعين فقط على غير ما توقع الكثيرون أن يعود حسنى عبدربـه أو أحمد فتـحى لتأدية المهام كمـدافع ولعل هذه الخطوا كانت احدى أفـضل فعلات شحاته فى هذا اللقاء وخصوصاً أنه لم يدفع بأى لاعب غير أحمد حسن كابتن منتخب مصر وهو له قدره فائقه على لم الشمل وخبـره كبـيره فى كيفية السيـطره على الخصم واحراز ما يمكن احرازه والهدف من هذا التغيير هو اثراء خط الوسط باللاعبين حتى نغلب المنتخب الجزائرى بما غلبنا لكن التـوتر وضعف اللياقه كانا الحائل دون التقدم أو الانطلاق ومع زيادة الضغط الأخضر وتملك الخوف لاعبى المنتخب المصرى أحرز اللاعب الجزائرى جبـور الهدف الثالث ويتحمل الدفاع والحضرى الخطأ فى هذا الهـدف حيث أصبحت منطقة الجزاء شارع واحد لا يمر فـيه سوى جبور لاعب المنتخب الجزائرى وعلى جانبه هانى سعيد ووائل جمعه كـ"ـالبوديجاردات" يحرسونه والكره معه ولا يواجه في ممره أى اعتراض ونتيجه لضعف مستوى الحضرى تأخر كثـيرا فى الانقضاض على رفيق جبـور وحين بدأ يتحرك ارتمى على الكره قبل أن تخرج من قدم لاعب المنتخب الجزائرى لتسكـن الشباك المصريـه فى الدقيقه الحاديه والسبعين ومازال الحضرى متفرجاً.
حاول المعلم أن يحيي الهجوم المتوقف اكلينيكاً منذ بداية المباراه باخراج ضيوف شرف المباراه محمد زيـدان و عمرو ذكى الذى استمر فى الشوط الثانى على نفس طريقة تحركه وهذا ان دل على شئ يدل على أنه كان يقوم بذلك بناء على توجيهات مدربـه ودخل أرض الملعب أحمد رؤوف الـذى أتعب الدفاع الجزائر بكثرة تحركاته فى وقت قصـير ،وأحمد عيد عبدالملك الذى لم يظهر تقريبـاً.
لم يكن هدف محمد أبوتريكه الا تراخيـاً ملحوظاً من مدافعى المنتخب الجزائرى بعد أن تأكـدوا من الفوز رغم أن كرة القدم كل شئ فيها وارد الا انهم رفعوا رايـة النصر مبـكراً والحق يحق وحتى لو لم يحرز الساحر محمد أبوتريكه هذا الهدف فهو نجم اللقاء الأول والوحيـد الذى استمات من أجل الفوز لكن كرة القدم لعبه جماعيه لا يمكن أن يفوز فيها فريق بمجهود لاعب والبقيه خائبون.
تملك الخوف لاعبى المنتخب المصرى فى الشوط الثانى نتيجة لعب جمهور المنتخب الجزائرى فى كل المناسبات على وتر تفوق الجزائر تاريخياً وأيضاً نتيجة الثقه التى أظهرها مشجعو المنتخب الجزائرى فى منتخب بلادهم وما لاقاه المصريون فى الجزائر من دعم الجماهير الجزائريه لمنتخب بلادها بطريق غير مشروع ألا وهو الاضرار بالمنتخب المصرى وكان الخوف مضاعفاً بسبب ما عاناه اللاعبون المصريون من كبت الخوف فخرج فى الشوط الثانى كما رأيـنا.
الخلاصه..شوط ثانى ضعيف فنياً وهزيـل تكتيكياً..استفذ لاعبو المنتخب الجزائر لاعبى المنتخب المصر باظهار عدم قدرتـهم..عصام الحضـرى الأسـوأ..الخوف انتقل من لاعبى المنتخب الجزائرى للاعبى المنتخب المصرى..تقدم غريب!! فى مستـوى المنتخب الجزائرى..دفـاع المنتخب المصرى ضعيف.
قبل المباراه
ضقـنا من المناداه بوجوب اقامة معسكر اعداد جيـد للمنتخب المصرى قبل أى مباراه دوليه لكن لا حياة لمن تنادى ،الأنديه أقـوى وستظل أقوى مادامت المصـلحه تحكم ونحن محكومون بمصلحة أعضاء مجلس ادارة اتحاد الكره وتربيطاتهم التى لا تربط فقط مصالحهم انما تربط أعناقنا وتشل مشاعرنا الآمله فى منتخب مصر قوى قادر على الوصول لكأس العالمحتى لا ننتظر سته وخمسين عاماً أخرى كما انتظرنا مســبقاً ولو لم يصعد هذا الجيـل المتسيب لكأس العالـم فلننتظر..
ضعف اللياقه البـدنيه للاعبى منتخب مصر أحد الأسباب الرئيسيه التى أدت لهذه الهزيمه المذله وهو أحد النتائج المـترتبه على ضعف المعسكر قبل المبـاراه.
بعد المباراه
مازال الأمل موجود ومازال الجمهور قادر على صنع الفارق ولو كانت هناك قشه يجب أن نتشبث بها ولا نتركها حتى آخر لحظه ربما تكون سبيلنا لتحقيق الحلـم وربما تكون سبيل المعلم للرحيل بعد أن أصبحت أهوائه توجهه على خلاف حسن شحاته الذى عرفناه مسبقاً وتكون أيضاً سبيل هذا الجيـــل لنهايه مره وتكون سبيل اتحاد زاهر الى ثورة الجماهير المكبوته من أجل حبها وحلمها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق